موقع صحيفة الجارديان البريطانية

17\10\2012

عاقبت مدرسة بصعيد مصر طالبتان تبلغان من العمر 12 عاما لعدم ارتدائهما حجابا إسلاميا وذلك بأن قامت بقص شعرهما، صرح بذلك والد أحد الفتاتين يوم الأربعاء الماضي.

وصف محافظ الأقصر – حيث وقع الحادث – أعمال المدرسة بالمشينة وقال أنه تم نقلها إلى مدرسة أخرى. بينما تقول الجماعات الحقوقية أن بعض ذوي التوجه المحافظ الإسلاميين قد تجرءوا بعد نجاح جماعات مثل الإخوان المسلمين والتيار السلفي المتشدد في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، تجرءوا على فرض مبادئهم على بقية المصريين.

يأتي الحادث في أعقاب موجة من الدعاوى القضائية ضد بعض المصريين – معظمهم مسيحيين – بزعم ازدرائهم للأديان.

كما يأتي الحاث في خضم نقاش حاد حول كيفية تعريف دور الدين في الدستور الجديد للبلاد. الأغلبية الإسلامية في اللجنة المسئولة عن صياغة الوثيقة قد أزعجت الليبراليين والأقليات الدينية.

في قرية القرنة بمحافظة الأقصر –300 ميل جنوبي القاهرة -  قال الوالد "بربش خيري الراوي": أجبرت المدرسة الفتاتين على الوقوف واضعين أيديهما فوق رأسيهما لمدة ساعتين ثم قامت بقص شعرهما في المدرسة.

وقال أنه تقدم بشكوى بعد الحادثة لوكيل النائب العام بالأقصر.

رفضت النيابة التعليق على القضية. وأكد السيد / عزت سعد – محافظ الإقليم – أنه قد تم نقل المدرسة نتيجة فعلها المشين ولكنه لم يضف تعليقا غير ذلك.

صرحت المدرسة لجريدة الأهرام (شبه الرسمية) أن مقدار الشعر الذي قامت بقصه من الفتاتين لم يزد عن سنتيمترين، ونقل عنها أنها لم تلجأ لقطع شعر الطالبتين إلا بعد تحذيرهما تكرارا بتغطية شعرهما. وبعد هذه التحذيرات المتكررة قام أحد الطلاب بإعطائها مقصا من حقيبته وطالبها هو وغيره من الطلاب بتنفيذ ما هددت به.

صرح زيد عبد التواب – معهد القاهرة لحقوق الإنسان – أن الحادثة تعتبر إنذارا ولكنها ليست مفاجئة، مضيفا "سواء في المدرسة أو خارج المدرسة يميل الرأي العام إلى التسامح مع أي أفعال مسيئة إذا تم تبريرها باعتبارها دفاعا عن الإسلام"